كيفية التداول أو الاستثمار في السندات

تتمثل مخاطر أسعار الفائدة في احتمالية أن يؤدي ارتفاع معدلات الفائدة إلى انخفاض قيمة السندات وصناديق السندات. وهذا يعني أنه عندما تكون معدلات الفائدة مرتفعة، يمكن للمستثمرين الحصول على عائد أفضل في مكان آخر، وبذلك يتراجع الطلب على السندات. مدى تغيُّر النسبة المئوية للسعر بسبب حركة أسعار الفائدة يُطلق عليه "المدة المعدلة" للسند.

إن السندات الأطول أجلًا حتى تاريخ الاستحقاق تكون بشكل عام أكثر حساسية لتقلبات أسعار الفائدة، ولديها بالتالي مستوى أعلى من مخاطر أسعار الفائدة.

ونظرًا لأن معدلات الفائدة بالأسواق تتضمن معدل التضخم كجزء من قيمتها الإجمالية، فإن السندات المحمية ضد التضخم أقل عرضة لمخاطر أسعار الفائدة لأنها تقوم بتعديل أسعار الكوبونات والمبالغ الأصلية للديون وذلك لمواجهة التضخم. في بريطانيا، تقوم السندات الحكومية المرتبطة بالمؤشرات بتغيير المعدلات بما يتماشى مع التضخم، أما نظيرتها الأمريكية من سندات الخزانة فهي محمية من التضخم (TIPS).

معرفة آجال الاستحقاق للسندات أمر بالغ الأهمية. السندات ذات آجال الاستحقاق الأطول يتم عادة إصدارها بأسعار أعلى للكوبونات – وعوائد أعلى حتى تاريخ الاستحقاق – من السندات قصيرة الأجل. ويرجع ذلك إلى أنها أكثر عرضة لمختلف أنواع المخاطر التي تتكبدها السندات، والتي تشمل: مخاطر أسعار الفائدة ومخاطر التضخم ومخاطر الائتمان ومخاطر السيولة.

صناديق السندات قد تكون متخصصة في سندات ذات استحقاقات محددة، مثل أذونات الخزانة الأمريكية (T-bills) لمدة عشر سنوات. قد تكون قيمة – وأسعار أسهم – الصناديق المتداولة طويلة الأجل أكثر تقلبًا من صناديق السندات المتداولة التي تركز على الأوراق المالية الأقصر أجلًا. ويجب أن يشكل هذا التقلب المحتمل جزءًا من إستراتيجية الاستثمار الخاصة بك.

إن السبب الرئيسي للتوجه إلى السندات أو لصناديق السندات كاستثمارات هو وجود فرصة لكسب دخل موثوق. وهذا يجعل سعر كوبون السند، أو الأرباح الموزعة في حالة الصناديق، مسألة رئيسية في تخطيطك.

إن تحديد أسعار الكوبونات أمر معقد، ويعتمد إلى حد كبير على التصنيف الائتماني للسند، وأسعار الفائدة السائدة لمستويات المخاطر المقارنة، ومدة السند حتى تاريخ الاستحقاق. وفي حين أن السندات ذات التصنيفات الائتمانية المنخفضة والطويلة الأجل تتميز بعوائد أعلى، إلا أنها أكثر عرضة للمخاطر.

جميع الفوائد أو الأرباح المكتسبة من الاستثمار عبارة عن حصاد لتحمل المخاطر. يعد فهم المخاطر ورغبتك لخوضها أمرًا أساسيًا لوضع إستراتيجيات سليمة للتداول والاستثمار توازن بين احتمالية الخسارة واحتمالية المكافأة.

فعادةً ما يُنظر إلى السندات على أنها أدوات استثمارية تمكّن من تنويع المحافظ الاستثمارية – والتخفيف من بعض المخاطر المرتبطة بأسواق الأسهم. ولكنها لا تخلو من المخاطر، ولا ينبغي لنا أبدًا أن ننظر إليها – في حالة انخفاض العائد – كمصدر مضمون للإيرادات أو الأرباح.

يجب وضع تفضيلاتك الخاصة للسندات في السياق الأوسع لإستراتيجيتك الاستثمارية الشاملة وتحملك للمخاطر.